صراعات بين المماليك والأتراك عاش
قبل منتصف القرن الثامن عشر وإلى الربع الأول من القرن التاسع عشر. عاصر
فترة عصيبة معظمها تتسم بالصراعات المُرة بين المماليك والأتراك، كما عاصر
الحملة الفرنسية على مصر. سادت الفوضى البلاد ولم يكن يوجد حاكم تهمه
مصلحة البلاد. 1826م) إلى ثمان فترات: الفترة الأولى 1735-1743م ظهور
شخصية عثمان كتخذا الإنكشارية [أي قائد الجيش العثماني الجديد الذي كان
يتكون من الصبية من البلاد المفتوحة، كنوعٍ من الجزية، حيث كانوا يتربّون
تربية عسكرية إسلامية، ولا يختلطون بالشعب، ولا يتزوجون، ويحسبون أنفسهم
عبيدًا للسلطان، وكان يعتبر من أشهر الجيوش في العالم.]. ضم عثمان زعماء
المماليك وسيطر على مصر، وامتاز بالحزم. لكن ثار ضده أتباع جركس ثم ظهر
عثمان بك من كبار المماليك الذي تولى السلطة وكان حازمًا فاستتب الأمن.
الفترة الثانية 1744-1754م ظهر فيها إبراهيم كتخذا الإنكشارية، وهو من
المماليك، وسيطر على مصر. الفترة الثالثة 1755-1772م ظهر على بك الكبير
الذي تطلع إلى إعادة مجد المماليك، وفي بداية عهده قام ضده زعماء آخرون من
المماليك. إذ بدأت الحرب الروسية التركية عام 1769م، طلب السلطان عبد
الحميد الأول من على بك تجهيز فرق عسكرية. وإذ وشي البعض به أنه يجهزها
ليستقل بمصر عزله السلطان. لكنه لم يذعن للقرار واستولى على الحجاز
والشام، ثم انضم إلى الشيخ ضاهر العمر والي عكا، وتمكن الاثنان من
الاستيلاء على دمشق. لكن السلطان العثماني استمال محمد بك أبو الدهب قائد
على بك الكبير، فغدر به، وتمكن من هزيمة مصر، فهرب على بك إلى صديقه الشيخ
ضاهر العمر عام 1772م. وساعدتهما روسيا لمحاربة الدولة العثمانية، فعاد
على بك إلى مصر والتقى بقوات أبو الذهب عند الصالحية، لكنه هُزم ومات عام
1773م. الفترة الرابعة 1772-1775م سيطر أبو الذهب على مصر في ولاءٍ للدولة
العثمانية، ولإرضائها استولى على مدن كثيرة في الشام حتى توفى فجأة عام
1775م. الفترة الخامسة 1775-1798م سيطر على مصر إبراهيم بك ومراد بك وهما
من مماليك أبو الدهب. ظهر إسماعيل بك الكبير الذي تمكن من طردهما إلى صعيد
مصر، ولكنهما تمكنا من الرجوع، واستمر الصراع بين أمراء المماليك. اضطر
السلطان عبد الحميد الأول أن يبعث حملة عسكرية بقيادة حسن باشا الجزايرلي
لوضع حد للفوضى في مصر. هزم إبراهيم بك ومراد بك، فهربا إلى الصعيد، ثم
اتفق معهما أن يحكما المنطقة من جرجا إلى شلال أسوان على أن يحكم إسماعيل
بك بقية البلاد. لكن عاد إبراهيم بك ومراد بك إلى مصر واستلما حكم البلاد
كلها. الفترة السادسة 1798-1801م تمكن نابليون بونابرت على الاستيلاء
بجيوشه على الإسكندرية، وقام بتحصين الثغر، ثم تقدم إلى القاهرة بالرغم من
المقاومة الشعبية في دمنهور والرحمانية وإمبابة. في أغسطس 1798م حطم
الإنجليز الأسطول الفرنسي في موقعة أبي قير البحرية. لكن مضى بونابرت في
حكم مصر، ثم كليبر وبعده منو، وتم جلاؤهم في سنة 1801م. الفترة السابعة
1801-1805م فترة صراع بن العثمانيين والمماليك من أجل الحكم، سادها الفوضى
السياسية، بجانب تدخل قوة بريطانية بالإسكندرية والقاهرة. حتى قام محمد
على بالتخلص من المماليك نهائيا فى القلعة