shbabmisr عضو فعال
عدد الرسائل : 202 العمر : 37 الموقع : jeeran العمل/الترفيه : مدير منتدى جامعة بنها المزاج : أحبك تاريخ التسجيل : 23/09/2007
| موضوع: الطب عند العرب السبت أكتوبر 06, 2007 4:00 pm | |
|
إطلالة على تاريخ الإبداع الطبي عند العرب والمسلمين ..الحلقة الثالثة
?]نصل اليوم الى وجهة جميلة ضمن خارطة تاريخنا الاسلامي والعربي العظيم نبدؤها في دمشق ونغادرها الى بغداد ثم نبحر مغربين الى الاندلس حيث اشبيلية وقرطبة وغرناطة لنبحث عن اسرار ماض تليد عله يحرك فينا الرغبة في اقتفاء أثر اجداد لم يرضوا إلا ان تكون لهم الريادة في كل ميادين الريادة والتي من اعظمها الريادة في الطب.ومن أهم النتائج الايجابية للفتوحات الاسلامية امتلاك خزائن العلم اليونانية والرومانية والفارسية والتي كانت منتشرة في البلدان التي فتحها القادة المسلمون وبناء على توجيهات الخلفاء المسلمين والذين كانوا مهتمين بنقل العلم الى اللغة العربية انتشرت حركة الترجمة من اليونانية الى السريانية الى العربية. ولا ادل على هذا الاهتمام بالترجمة من عزوف خالد بن يزيد بن معاوية بن ابي سفيان ابن الخليفة الاموي الثاني يزيد عن قبول وراثة الخلافة عن ابيه والتفرغ لدراسة العلم والطب ولعل اول ترجمة في صدر الاسلام كانت على يده بعد انشغاله بحب الكيمياء والفلك والطب عن امور ادارة الدولة.يذكر الدكتور علي عبدالله الدفاع في كتابه: «لمحات من تاريخ الطب عند المسلمين الاوائل» «كان خالد بن يزيد من العلماء الاتقياء الزاهدين في الدنيا وما فيها وكان مولعاً بمجالس العلماء وأهل العلم، وترك وراءه عدداً من الكتب اهمها كتاب «الحراريات» وكتاب «الصحيفة الصغير» وكتاب «الصحيفة الكبير». لقد مر الطب في عصر الدولة الاسلامية بمرحلتين اساسيتين: الاولى مرحلة الترجمة وتجميع حصيلة الحضارات المجاورة والسابقة، وذلك بدءاً من القرن الثاني الهجري. والثانية: وهي المرحلة التي تميزت بالاصالة واضافة عصارة الفكر العربي الى العلم الانساني بدءاً من القرن الثالث الهجري مع ازدهار العلم في عصر الدولة العباسية الذهبي.والجدير بالذكر هنا ان ما استحدثه العرب من علاجات مختلفة للامراض وما استخدموه من أدوات جراحية وما كشفوا عنه من اسباب للامراض يدلنا دلالة واضحة على مدى عمق وأصالة الطب في الدول الاسلامية. يذكر المؤرخون ان العرب ونعني الاطباء منهم كانوا أول من عرفوا كيفية وجود الحصى في المثانة قبل استخراجها واستخدموا في سبيل ذلك الآلات الجراحية البسيطة والدقيقة. وكذلك اهتموا باسلوب التجريب العلمي وتحضير الادوية المستعملة تحضيراً معملياً. ولعلنا نلقي المزيد من الضوء عن ملامح هذه النهضة العلمية عندما نتحدث بإسهاب اكثر عن نظام البيمارستانات ونظام الحسبة ونظام الاجازة الطبية. الطب في الدولة الاموية تأثر الطب في هذا العصر بالطب اليوناني نظراً لانتقال العاصمة الاسلامية الى دمشق بالشام وحيث اختلط المسلمون بالاغريق والرومان واهتم الخلفاء والولاة باقتباس المفيد من علوم الاغريق والرومان حيث ورد سابقاً اهتمام خالد بن يزيد بن معاوية بالطب وكذلك اهتمام زياد بن ابيه والي الامويين على البصرة حيث كتب على صحيفة دواء لداء الكلب وعلقها على باب المسجد الاعظم ليتعرف عليه الناس ويتعالجون به، حيث تفشى داء الكلب في البصرة على شكل وباء في تلك الايام. يذكر الدكتور عمر فروخ موضحاً براعة الطبيب في هذا العصر ان الطبيب بدراقس اجرى عملية جراحية بارعة في وجه السيدة سكينة بنت الحسين رضي الله عنها لاستئصال ورم اسفل احدى عينيها وقد شفيت بإذن الله ولم يبق إلا موضع الجرح. اعتمد الطب في هذا العصر في بدايته البسيطة على الاعشاب والنباتات الطبية والكي والحجامة ثم ما لبث العلماء ان استفادوا استفادة قصوى من ترجمة كتب الاغريق والرومان، اضافة الى كنوز العلم التي لم يمسسها حريق مكتبة الاسكندرية العريقة والتي احتوت على العديد من كتب الطب التي ترجمت الى العربية وبها علم الفراعنة في الطب والكيمياء وغيرهما من صنوف العلم. أبرز أطباء الدولة الاموية الطبيب حكم بن ابي الحكم الدمشقي وكان طبيباً لمعاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه وكان يعهد اليه بعلاج اهل بيته، وايضاً الطبيب بن أثال الذين كان خبيراً بالادوية المفردة كذلك ورث عن ابيه الطب عيسى بن الحكم ابن ابي الحكم وتياذوق الطبيب الذي صادق الحجاج بن ابي يوسف الثقفي وله قصة معه مفادها: «ان الحجاج وجد في رأسه صداعاً فبعث الى تياذوق فقال: اغسل رجليك بماء حار وادهنها، وكان خصي للحجاج قائم على رأسه، فقال: والله ما رأيت طبيباً اقل معرفة بالطب منك: شكى الامير الصداع في رأسه فتصف له دواء في رجليه، فقال له تياذوق: اما علامة ما قلت فيك بينة، قال الخصي: ما هي؟ قال: نزعت خصيتان فذهب شعر لحيتك. فضحك الحجاج ومن حضر. كذلك من طبيبات هذا العصر البارزات زينب الاودية (ورد ذكرها عند الحديث عن الطب في الجاهلية وصدر الاسلام) وهناك الطبيب السكندري عبدالملك بن أبجر الكناني الذي اسلم على يد الخليفة عمر بن عبدالعزيز ومن اشهر مقالاته في الطب: ان المعدة حوض الجسد والعروق تشرع فيه فما ورد فيها بصحة صدر بصحة وما ورد فيها بسقم صدر بسقم. ولعل من اهم وابرز مظاهر الاهتمام بالطب في هذا العصر بناء اول مستشفى في الاسلام على يد الخليفة الاموي الوليد بن عبدالملك سنة 88 ه. الطب في الدولة العباسية شاء قدر الله ان آل الامر بعد غياب شمس الدولة الاموية الى العباسيين الذين اكملوا المسيرة فأسسوا دولة قوية مترامية الاطراف تمتد من المحيط الاطلسي غرباً الى الصين شرقاً واواسط اسيا، واديرت هذه الامبراطورية العظيمة من عاصمتها الجديدة بغداد فازدهر العلم والاقتصاد والعمران والثقافة ونشأ عن هذا العز والسلطان اختلاط المسلمين بشعوب جديدة اسيوية وفارسية واغريقية وهندية ورومية واثمر هذا التماذج عن آثار ايجابية على العلوم والآداب والطب. من مظاهر الاهتمام بالعلوم بشكل عام وبالطب بشكل خاص نشوء مدارس للطب الاسلامي في عصر الدولة العباسية، حيث كانت هذه المدارس تعتمد في تدريسها للطب على منهجين اثنين: الاول: المنهج النظري الذي كان يجده طالب الطب في المدرسة الطبية والثاني: المنهج العملي التدريبي والذي كان يجده طالب الطب عندما يلتف حول مدرسه ومعلمه وهو يكشف على المرضى ويفحصهم ويصف لهم العلاج (وهو ما يسمى بمفهوم العلم الحديث التدريب السريري) وعندما ينتهي الطالب من الدراسة يجلس للامتحان وبعد النجاح يقسم قسم الطب وبعده يمنح شهادة الطب التي تؤهله ممارسة المهنة تحت رقابة الدولة بواسطة المحتسب. ومن هذا السياق يتضح ريادة العرب للعلم في وضع اسس دراسة الطب وممارسته. في هذا العصر قل استخدام الطب التقليدي الذي كان شائعاً في الجاهلية وصدر الاسلام الذي اعتمد على الكي كعلاج رئيسي عند العرب قبل الاسلام للآلام وتم الاتجاه بقوة نحو العلم التجريبي. أشهر أطباء الدولة العباسية لعل من ابرزهم حنين بن اسحق العبادي الذي عاصر المأمون والمعتصم وكان من آثاره ترجمة العديد من الكتب الطبية اليونانية الى العربية وتأليفه لكتب عديدة في مجال الطب تطرق في بعضها الى داء الرمد وطريقة علاجه واهتم بطب الاسنان وافرد له كتاباً منفصلاً. كما برز الطبيب علي بن العباس الاهوازي الذي اضاف الملاحظات السريرية الجديدة لتشخيص الامراض كما عرف الطبيب المشهور ابي بكر الرازي وابن سينا وهبة الله علي بن ملكا البغدادي وموفق الدين عبداللطيف البغدادي وابن الطفيل المشهور في مجال تشريح الاجسام الميتة والحية (سيأتي ذكر اشهرهم عند الحديث عن اهم اطباء عصر الدولة الاسلامية بشكل شمولي). الطب في الأندلس اقام الامويون بعد سقوط دولتهم على يد العباسيين في دمشق دولة اسلامية في الاندلس على يد صقر قريش عبدالرحمن الداخل في القرن الثامن الميلادي وشملت كل شبه الجزيرة الاسبانية (ايبيريا بالمسمى الحديث). ونظراً للامتداد الطبيعي للازدهار العلمي في الطب في الاندلس، امتداداً للعصر العباسي الذهبي، حيث اهتم الخلفاء والملوك بالاطباء ومهنة الطب وشجعوهم على التفرغ للبحث العلمي وتحسين صناعة الطب في مجال الكشف والفحص والتشخيص والعلاج، ظهر في الاندلس الكثير من الاطباء المهرة والمبدعين الذين اضافت نظرياتهم العلمية وملاحظاتهم الطبية الى مهنة الطب الفائدة العظيمة التي استفاد منها اطباء ذلك العصر والزمان فالاوروبيون نهلوا منها واعتمدوا عليها في تطوير مهنة الطب لاحقاً والى يومنا هذا يذكر الاطباء الاندلسيون بالاسم عند ذكر تاريخ الطب في الجامعات العريقة في اوروبا واميركا اوغيرها من مراكز العلم الحديث. اما اهم من اشتهر من اطباء الاندلس فهم: ابن زهر ابو العلاء وابو مروان عبدالملك بن زهر وابو القاسم الزهراوي وابن وافد الاندلسي وابن رشد وابن البيطار (سيرد ذكر بعضهم غداً بمشيئة الله).نتوقف هنا لنعدكم بالابحار غداً الى مرسى اصحابه جئنا على ذكرهم على عجالة ويستحقون من الوقت الاكبر ليجد الناشئة من ابنائنا قدوته من احدهم، لعل المجد يعود من جديد وتكون الريادة لاصحاب الماضي التليد. [/size][/size]
| |
|